- د. هبة قطب ــ دكتوراه في الطب الجنسي
والاستشارات الزوجية
الجنس ليس عيبا أخلاقيا والعلاقات الزوجية في الغرف المغلقة ليست مخيفة, لكننا نجعلها كذلك بإغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة, والمحصلة المزيد من المشاكل التي تصل إلي الانهيار النفسي وإغلاق البيوت, فلماذا لا نحطم جدار الخجل ونناقش متاعبنا الجنسية بأسلوب علمي صريح وجرئ, أرسل لنا مشاكلك الجنسية والزوجية, فربما نجد حلا معا
أكتب إليكم من العراق, وأرجو أن تصل رسالتي.. أنا عروس حديثة العهد بالزواج فقد تزوجت منذ8 أشهر فقط, عمري21 عاما وزوجي25 عاما, إن لي دائما رغبة شديدة بزوجي وأشعر بالإثارة الشديدة بمجرد إيماءاته لي بأنه يرغبني أو يدعوني للفراش, وأستجيب له جدا من ناحية إفرازات الغدد المرطبة التناسلية والتفاعل معه وكل شيء, ولكني أبدا لا أصل إلي ذروة اللذة, فهو لايزال حلما بعيدا بالنسبة لي وخاصة أننا لم نكمل العلاقة الحميمة إلي آخر مراحلها حتي الآن, فهو ما إن يبدأ بالعلاقة نفسها حتي ينتهي منها بمجرد الملامسة الخارجية, وأنا لا أزال أخجل منه وأتحرج من مصارحته في موضوع كهذا, كما أنني أخجل من مجرد الاستفسار في هذه الأمور, ثم ممن أستفسر؟! إلي أن اهتديت إليكم عن طريق نشر هذه المقالات علي الإنترنت, فأرجو منكم إخباري بالكيفية الصحيحة للعلاقة الحميمة, وهل ما يحدث معي هو شيء طبيعي أم لا؟! أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا.
الأعراض التي وصفتيها بالرغم من كونها ليست التطورات المثالية للعلاقة الجسدية بين زوجين, ولكنها مقبولة نوعا نظرا لقصر مدة زواجكما البالغة فقط بضعة أشهر, أما عنك فإحساسك بذروة اللذة الجنسية يحتاج طريقة خاصة للمداعبة قد يجهلها زوجك لحداثة سنه وجهله بهذه الأمور, أما وصفك من انتهاء زوجك من الأداء بمجرد بدايته, فإن كنت لم أسيء فهمه فهو ما يسمي بسرعة القذف, وهي عرض متكرر بشدة بين الرجال وخاصة حديثي الزواج منهم بسبب ممارسة العادة السرية بشكل متكرر في الشباب المبكر.. وسرعة القذف من هذا النوع لا تكون في معظم الأحيان عرضا مرضيا, ولكنه مجرد سوء تنسيق بين الجهاز العصبي والأعضاء التناسلية, وهي إما تتحسن وتختفي تدريجيا حال الانتظام في العلاقة الزوجية وإجادتها, أو تحتاج لتدخل طبي يكون في معظم الأحيان مجرد تمارين عضلية تعيد التوافق العضلي العصبي للعهد الصحيح السليم.
أما ما أود قوله لك أخيرا يا عروسنا الجميلة هو مسألة الخجل والحياء اللذين يحكمان علاقتك بزوجك, وهو شيء لا أوافق عليه أبدا فبمجرد عقد القران, يجب أن يختفي ما يسمي بالخجل أو الحياء بين الزوجين, فإنهما يوقظان المصارحة بين الأزواج فيما قد يعاني منه أحدهما, فتجيش النفوس بالهموم والمآخذ علي الطرف الآخر, فلا تلبث فجوة أن توجد وتتسع بينهما وهو ما لا يحمد عقباه.. وقاك الله شر العواقب الوخيمة, وكتب لك حياة زوجية مديدة سعيدة بإذنه تعالي.
أعاني من مشكلة كبيرة جدا, وهي أنني متزوجة منذ ثلاث سنوات ولم تحدث علاقة جنسية بيني وبين زوجي حتي الآن, والسبب هو أنني أشعر بهلع شديد عندما يقترب مني زوجي وبالذات من هذا الموضع الحساس, وقد حاول زوجي معي كثيرا إحقاقا للحق, ولكنه يئس مني نهائيا, وكف عن المحاولات ودارت بيننا حوارات طويلة انتهت كلها بأنه لا من حل إلا أن يتزوج هو بأخري, حتي أراد الله أن أقرأ مقالا لكم عن حالات مشابهة.. فهل حقا يوجد مثلي؟! وهل حقا يمكنني أن أصبح زوجة مثل بقية الزوجات, وهل سيكتب الله لي أن أكون أما ذات يوم؟! إن ذلك بمثابة السراب بالنسبة لي كلما اقترب مني اختفي ووجدته وهما بعيد المنال.. فأرجو مصارحتي وسأقبل الحقيقة أيا كانت.
يا فتاتي العزيزة.. إن حالتك ليست بهذه الصعوبة ولا بهذا التعقيد الذي تتخيلينه, إنها حالة مشهورة ومتكررة وتكاد تصل إلي حوالي%20 من المتزوجات حديثا, وهي بسبب إسقاطات ثقافية واجتماعية دائما ما تصور هذه العلاقة للفتاة علي أنها إما مؤلمة للغاية, أو أنها تحمل عارا يجب دسه, فتكمن هذه الأفكار في العقل الباطن للفتاة ثم تظهر حال وجوب هذه العلاقة التي يرفضها جسدها بانقباض بعض العضلات التي تقع تحت تحكم العقل اللا واعي.. وهي بالفعل مضمونة العلاج بإذن الله بشرط الانتظام في جلسات العلاج التي قد تستغرق حوالي أسابيع تستقيم بعدها الأمور بإذن الله, ويستحب وجود الزوج في ذات الجلسات حيث إن له دورا في إزالة هذه الأعراض.. أما عن تساؤلاتك الأخيرة, فنعم يا عروسي العزيزة, ستكونين زوجة مثل بقية الزوجات بإذن الله وستكونين أما جميلة لذرية صالحة بإذن الله تقر بها عينك وعين زوجك إن شاء رب العالمين.
أكتب إليكم مخاطبا مجلتنا العزيزة الأهرام العربي, وأخاطب طبيبتنا الفاضلة د. هبة, وذلك عرفانا بجميلكم علي وعلي سعادة أسرتي جمعاء, فقد كتبت إليكم في أوائل أعدادكم بعد شقاء في حياتي الزوجية الحميمة, ثم تفضلت يا سيدتي بالرد علي في نصائح محددة ما إن اتبعتها حتي انقلبت حياتي180 درجة, وأنا الآن أزعم وبالرغم من مرور16 سنة علي زواجي, بأنني أعيش شهر عسل جديد وطويل أنوي أن يكون دائما بإذن الله تعالي, فثانيا وثالثا وأخيرا أشكركم وأقدم كل التحية لأصحاب فكرة هذا المنبر الذي يتبني فكرة قامت بالتنفيس عن بشر كثيرين لم يكونوا يعرفوان لمن اللجوء.. فلكم شكري ودعواتي بالتوفيق الدائم.
أشكرك يا سيدي الفاضل بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أسرة المجلة, ولكن ليتك ذكرتنا وذكرت القراء بمقتطفات من مشكلتك السابقة وبالحلول المقترحة لها التي آتت أكلها بكل هذا النجاح بفضل الله وحده, وبفضل أخذك بالأسباب, وعدم التواكل في التعامل مع مشكلة كانت تهدد سعادتك وسعادة أسرتك, وأخيرا أدعو لك أيضا يجعلك الله دوما من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه, وفقك الله وكتب لك السعادة آمادا مديدة بإذنه تعالي.
نحن مجموعة من الطلبة الجامعيين في كليات مختلفة, جذبنا بابكم القيم ووجدنا فيه ضالة منشودة, وهي أن نعرف معلومات جنسية من مصادر موثوق بها, ولكن معظمها تخاطب المتزوجين وبما أننا لم نتزوج بعد فإن الصورة بالنسبة لنا ناقصة أو قد تكون مشوشة نوعا, فهل من سبيل لعقد ندوات جماعية لمن هم في ظروفنا وتحديدا لشباب الجامعات لتعريفهم بالثقافة الجنسية الصحيحة؟
وأنا بدوري أضم صوتي لصوتكم وأبدي كامل الاستعداد للتعاون مع أي جهة رسمية تتبني إقامة مثل هذه الدورات التثقيفية التي أرهقتني الدعوة إليها عبر كل المنابر الإعلامية, حيث إن فيها مخرجا ومنفذا في أحيان كثيرة من أن تنشدوا هذه الثقافة من مصادر غير موثوق بها, فيستبدل الجهل بالأمور بثقافة مغلوطة وهي أسوأ من الجهل, فتتحول القوالب الجنسية الفطرية الصحية للشباب, إلي قوالب مريضة ومتطلبة لأشياء غير واقعية, فلا يحدث الرضا من العلاقة الزوجية السوية, وتبدأ هنا سلسلة طويلة من المشاكل وقاكم الله وإيانا شر الزلل إليها*