ليلى المزعل – الدمام
تحولت أرضيات وغرف أحد الصالونات النسائية المشهورة بالدمام وفي رابع أيام العشر الأواخر من الشهر الفضيل إلى حلبة للمصارعة ، التشابك بالأيدي ، شد للشعر بين معلمات منتظمات بمدارس محافظة القطيف وصديقات لهن في نفس المهنة بمدارس الدمام ، كانت المجموعة الثانية قد دعت الأخرى لتتعرف عن قرب على آخر صيحات فن المكياج المميز والراقي , خطوط الموضة ، وفن تجهيز العرايس ، والأصول المتبعة في وضع الحناء ، بالإضافة إلى شغفهن لمواكبة ما يستجد في عالم الموضة والأناقة بالبيوت العالمية ، في محاولة جادة لإثناء بعض المعلمات عن اعتقادهن الخاطئ بأن المشاغل النسائية لا تغير شيئاً من طبيعة الشكل العام لأناقاتهن وشياكتهن وبالتالي جمالهن ، وتأكيداً منهن أن المشغل – مسرح الحادثة- يتميز عن غيره بكثير من التجهيزات والأيدي الماهرة.
بدأت القصة بعد أن تبادلت المجموعتان التهاني عند مدخل المشغل بالترحيب وتقديم التبريكات بدخول العشر الأواخر ، وما إن اكتمل عقدهن وسط الصالة الرئيسية ومع ارتشافهن قهوة الضيافة ، ولسوء حظهن انقطع التيار الكهربائي لوقت قصير بسبب زيادة في أحمال أجهزة التكييف والأجهزة المستخدمة في المشغل ، فما كان من بعض معلمات القطيف إلا الاعتراض على ماسببه ذلك من ضياع للوقت وتأخرهن عن الذهاب للأسواق للتبضع للعيد ، وبين مد وجزر اعترضت أخريات في تقديم البعض عليهن في التعجيل بما جئن من أجله للمشغل ومباشرة متخصصات المكياج عملهن في بشرتهن ، وهو الخطأ الذي لم تنتبه إليه منسقة مواعيد زبائن المشغل وثقتها المفرطة بوعيهن كمربيات أجيال. صاحبة المشغل أنهت المشكلة بهدوء قبل أن تتصعد الأمور فأطلقت صرختها مدوية بين الحضور معلنةً أنه إذا لم يتوقف الاشتباك فستضطر إلى مهاتفة زبونة لها تعمل في الاشراف التربوي وإحاطتها بما جرى ، وما إن تأكدت المعلمات بعزمها على تنفيذ التهديد هرعن بشكل متدافع نحو باب المشغل معلنات بذلك فض الاشتباك ، الذي وصفته صاحبة المشغل بـ «زوبعة في فنجان».